الحالة رقم 37

الحالة رقم ( 37 )

أحس أنها وافقت علي عشان تصرف فلوسي ، تخيل كل ما طلبتها للعلاقة تعذرت وتركتني ، وإذا سمعت أني بعت شيء أو قرب وقت الراتب توددت لي وتزينت ولبست أجمل ما عندها ، تعيشني يومين في نعيم ثم بعدها تطلب مبلغ يكسر الظهر ، وترجع لعادتها ولا كأني زوجها ! 

 

كانت هذه الكلمات نفثة مصدور ، استغرق في حديثه معي على الهاتف ما يقارب ساعة ونصف ، كان الرجل مكسوراً لما آل الحال إليه مع زوجته ..

ملخص هذه الحالة الشائعة عند الكثير من الأزواج الشباب في هذا الوقت ، أن الزوجة كانت صاحبة أحلام وآمال في بيت أبويها ، وكلما أرادت شيئاً قيل لها إذا تزوجتي ، زوجك سيكرمك ، زوجك سيحقق أمانيك ، ثم تنظر هذه الفتاة في وسائل التواصل فإذا بالأزواج والزوجات في عيشة هانئة ، يتبخترون ويتنعمون ما بين سفر وتسوق ولعب وانبساط ، فتنشأ الفتاة وفي رأسها أن الحياة الزوجية حياة فرح ولهو ، بدون التزامات ولا حقوق ولا عشرة بالمعروف ، فإذا تزوجت من محيطها وهذا هو الغالب - فالغني لا يبحث إلا عن المسواية له ، والمتوسط لا يبحث إلا عن المسواية له ، والفقير لا يبحث إلا عن المسواية له ، أما الحالات الشاذة كالأمير يتزوج بفتاة عامية أو الغني يبحث عن الحب في قلب فتاة أقل منه مكانة اجتماعية كل ذلك لا يقاس عليه فأرجوكِ اقتنعي بذلك واتركي عنك دورات الاستحقاق والكذب وبيع الوهم - أقول فإذا تزوجت هذه الفتاة أثقلت كاهل زوجها بطلبات يعجز حتى أبويها عن تحقيقها لها وهم قد بذلوا أعمارهم في الكسب والبحث عن الرزق فما بالك بشاب للتو انصدم بأزمة سوق العمل وقلة الراتب وقروض الزواج والإيجار وغيرها مما يثقل كاهل هذا الشاب القوي الذي تحمل كل هذه الأعباء ليستقر ويسكن إلى زوجته .

في دراسة قام بها مركز المودة للتنمية الأسرية كانت المشكلة الأولى التي بسببها تنشأ الخلافات الزوجية ويصل الأمر بها إلى الطلاق هي مشكلة المال . 

هذه المشكلة من مشاكل العصر الحديث بسبب النعمة العظيمة التي نعيشها من الاكتفاء الكامل في مسألة الاحتياجات والنظر لما هو مفقود من الكماليات ، كان الناس في السابق يحملون هم قوت اليوم وليس لديهم مجال للتفكير في المتع الإضافية ، أما في زماننا هذا فقد تفرغ الناس لطلب المفقود ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) بناءاً على هذا الحديث فنحن والله ملوك في هذا العصر .. آمنين ، أصحاء ، عندنا قوت الشهر وليس اليوم ، فاللهم لك الحمد اللهم لك الحمد .

وسنتحدث في مقالات قادمة عن هذه المشكلة بالتفصيل بإذن الله عز وجل ، ولكن حتى لا يطول بنا المقال أقول :

إلى كل فتاة أنعم الله عليها بالزواج في هذا العصر بالرغم من وصول نسب العنوسة إلى مستويات غير مسبوقة ففي المملكة العربية السعودية وصلت نسبة العنوسة إلى 42% وفي تونس وصلت إلى 62% وفي سوريا والعراق وصلت إلى 70% وفي الإمارات وصلت نسبة العنوسة إلى 75% وفي لبنان تجاوزت نسبة العنوسة 85% ، إلى كل فتاة أنعم الله عليها بالزواج رغم كل هذه النسب المخيفة ، اتقي الله في زوجك واقنعي بما رزقكم الله تكوني أسعد الناس . 

التعليقات