خمسة أسباب لبناء حياة زوجية ناجحة

منصة ألفة
09 Sep 2023

خمسة أسباب لبناء علاقة زوجية ناجحة

العلاقة الزوجية علاقة سامية يجب أن تبنى على نهج قويم حتى يستمتع كل طرف بالآخر ويحققا الهدف الأساسي من هذه العلاقة وهو السكن كما قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

وحتى نستطيع تحقيق هذا الهدف العظيم وننعم بحياة زوجية هادئة ، علينا أن نتأمل في هذه الأمور الخمسة جيداً وننطلق منها في بناء حياتنا الزوجية :

الأمر الأول : 

تحقيق العبودية لله تعالى ، وابتغاء مرضاته واتباع شرعه والرضا بقضاءه وقدره ، فإذا علم الزوجان أن الحياة الطيبة لا تكون إلا بالقرب من الله عز وجل أيقنا أن علاقتهما الزوجية لن يصلحها إلا اتباع أوامر الشرع والبعد عن نواهيه .

 

الأمر الثاني : 

العشرة بالمعروف ، والعشرة بالمعروف هي قدر زائد وأعلى من أداء الحقوق والواجبات ، فحياة الأزواج حولها حمى العشرة بالمعروف ، فإذا لم يحسن الزوج والزوجة لبعضهما البعض فقد تجاوزا الحمى ودخلا في دائرة الحقوق والواجبات التي إن فرط بها أحدهما أثم ، لذلك خذها قاعدة دائماً ، إذا كنت تؤدي الحقوق والواجبات التي افترضها الله عليك لزوجتك فقط ، وكنتي تؤدين الحقوق والواجبات التي افترضها الله عليك لزوجك فقط ، فعلاقتكما ليست بعلاقة مثالية ، وسيكون بينكما من الحواجز الشيء الكثير .. 

ونحن نوصي الأزواج دائماً بأن تكون حياتهم الزوجية قائمة على القدر الزائد عن أداء الحقوق والواجبات ، تحف حياتهم الزوجية المودة والرحمة والألفة ، يقدم الزوج للزوجة ما يستطيع لخدمتها والعناية بها ، ويتنازل عن زلاتها وهفواتها الطبيعية لأجلها هي ، وتقدم الزوجة لزوجها ما يسعده ويجعله مستقراً بقربها ، هكذا تكون الحياة الطيبة بين الأزواج ، أما حياة أداء الحقوق والواجبات فليست بحياة مثالية . ومن يظن أننا ننظّر بكلامنا هذا ، نقول له جرب و سترى هل كان كلامنا هذا تنظيراً أو لا .

 

الأمر الثالث : 

الرضا والقناعة بما كتب الله لكما ، فالحياة الدنيا دنيا على اسمها ، فلن نحصل فيها على أشياء كاملة دائماً بل سنحصل على أشياء ناقصة تكتمل بالرضا كما يقول الشعراوي ، ولو تأملنا في حياة أكثر المطلقين لوجدنا أحد أهم الأسباب في الغالب هي عدم الرضا والقناعة بما كتب الله . 

 

الأمر الرابع : 

التشجيع المستمر والكلمة الطيبة ، فمن أهم الأسباب لبناء علاقة زوجية متينة تصمد أمام طوفان التخبيب هي أن يكون الزوجان مصدر قوة لبعضهما البعض ، فيشجع كل طرف منهما الآخر ، ويسمعه الكلمة الطيبة ، واللمسة الحانية ، ويقدم كل منهما للآخر الدعم المناسب في الأوقات العصيبة التي تعصف بهما .. فالهمسة الحانية في أذن من تحب لها أعمق التأثير على حياته وقوة صموده أمام الأزمات .. ( لا تحزن إن الله معنا ) ( لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) وخديجة رضي الله عنها تهدئ الروع عن حبيبها محمد صلى الله عليه وسلم وتقول : ( كلا والله لا يخزيك الله أبدا ) . 

 

الأمر الخامس : 

احترام رغبات واهتمامات الطرف الآخر ، وعدم التقليل من شأنها مهما كانت تافهة في نظرك ، وهذا الاهتمام يرسل رسالة مفادها : الأشياء التي تُسعدك تُسعدني ، وما أنت إلا قطعة مني ، والاهتمامات والرغبات تختلف من شخص لآخر ومن جنس إلى جنس ولذلك ترى الناس متفاوتة ، فمنهم القادة ومنهم الأتباع ومنهم من يحرص على الأضواء ومنهم من يحب التخفي ، منهم من يحب الطموح ومنهم الراضي بموقعه وسعيد فيه ، ولكن الجهل كل الجهل أن يربط الزوج الطَّموح بضرورة أن تكون زوجته طموحة مثله ، أو تربط الزوجة اهتماماتها الشخصية بضرورة أن يشاركها زوجها هذه الاهتمامات ، وهنا تقع الكثير من مشكلات سوء الفهم ، فتأمل .

 

أخيراً ..

العلاقة الزوجية علاقة تكاملية مقسمة الأدوار ، كل طرف إذا قام بدوره وأحسن فيه وأتمه على أكمل وجه وسعى على راحة شريكه كانت الحياة أعمق وأكثر سعادة واستقرار ، وكل طرف إذا لم يقم بدوره وتنازل عنه لأحد آخر أو فرط فيه فستكون حياتهم الزوجية ويلات على بعضهم البعض .. فاهتم بدورك لتَسعَد ولِتُسعِد .

التعليقات