عمري 36 وحقدت على كل شيء

يضل الإنسان طريقه ، فإذا تزوج اهتدى !

كتب أحد الشباب في تغريدة لأحد حسابات الفضفضة في تويتر - رغم أن ما يطرح في تلك الحسابات غير موثوق والهدف منها فقط زيادة التفاعل وإثارة للجدل - قال بلغت سن 36 سنة ، وأصبحت مكتفياً مالياً ( جداً ) ، ولكن نظرت خلفي فوجدت أن قطار الزواج قد فاتني ومستحيل أعوّض هالشيء ، والآن الحزن بقلبي كل ساعة ، وحقدت على كل شيء بحياتي !! 

هذه مشاعر رجل كانت الدنيا همه ، ركز على جانب المعيشة أو المراتب العليا أو المناصب الرنانة ، ونسي حاجاته الطبيعية في سبيل تحقيق تلك النجاحات ، بافتراض منه خاطئ بأن الزواج قد يمنعك من تحقيق هذه المراتب ! لذلك بعدما يتقدم العمر بالإنسان وتتكشف له حقيقة الحياة يجد أنه غلّب جانب على آخر ، فأصبح تائهاً لا يدري أين نهاية الطريق السعيدة ..

تزوجت أنا بفضل الله عز وجل وعمري 20 سنة ، وقد واجهت صعوبة شديدة في تلك الفترة ، من الأهل والأصدقاء والمجتمع ، ولكن وعد الله تحقق وأعانني الله على الزواج ، وكنت أقول لمن يلومني على اتخاذ هذا القرار مبكراً وأقول له : الزواج ليس نتيجة يصل لها الإنسان ، الزواج رحلة ينبغي أن يستمتع بها في حياته ..

في بدايات حياة الإنسان ركّب الله فيه احتياجات لا تسد إلا بطريق شرعي ، كلما استطاع الإنسان إشباع حاجاته في كل مرحلة من مراحل حياته كلما أصبح سعيداً فيها .. 

ولو تأملنا في حال هذا الرجل البالغ من العمر 36 سنة ، فقد عاش أكثر من نصف عمره - في الغالب - وحيداً ، واعتاد أن يكون وحيداً في جلساته وقراراته وأهدافه وجميع شؤون حياته ، لا يشاركه إلا هواجيسه ، أجزم جزماً أنه لا يستطيع البوح عن بعض الأمور التي يحتاجها لخوفه من ردة فعل المستمع أو الصاحب ..

بينما لو اتخذ قرار الزواج من بداية حياته ، منذ سن البلوغ أو كحد أقصى منذ بداية العشرينات ، لاستطاع أن يشبع احتياجاته الفطرية والطبيعية ، وأن يجد أنثى تحنو عليه وتستمع له وتواسيه وتعينه على تحقيق أهدافه المهنية والعلمية ، وأن يعيش فترة الأربعين من عمره كالملك بين أبناءه وأحفاده ..

في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية يقول أن الإنسان بحاجة لأن يشبع احتياجاته بالترتيب لبنة لبنة ، كما في الصورة التالية 


ولو تأملنا في حال صاحبنا هذا لوجدنا أنه يفتقد للحاجات الأساسية ، رغم أنه في عمره هذا أغلب الجيل المماثل له يحوم حول اللبنة الثالثة أو الرابعة ، الحاجة للتقدير أو الحاجة للعلاقات الأسرية ، لكنّ تغليب جانب على جانب دائماً ما يكون مشكلة تسبب الكثير من المشكلات مستقبلاً ..

هذه مشاعر رجل ترك الزواج وانشغل بتوفير المال ، فما بالك بمشاعر الأنثى التي تترك الزواج وترفض الخطّاب لأجل دراسة أو لأجل تحقيق هدف مادي ، خصوصاً أننا في مجتمع لا يزال يصنف المرأة التي تجاوزت سن 30 سنة بأنها عانس وفقاً لإحصائيات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية ، ولو رغب صاحبنا هذا بالزواج لما بحث عن امرأة أكبر من سن الثلاثين في الغالب ..

يضل الإنسان طريقه فإذا تزوج اهتدى ، الحياة لن يكون لها معنى إذا عشتها بمفردك ، والمال لا قيمة له إذا جمعته لتوفر حياة كريمه كما تقول لأسرتك وأنت لم تتزوج ! 

الأبناء والبنات لن يستطيعوا بناء علاقة ناجحة معك إذا كان عمرك 40 سنة وطفلك عمره سنة واحدة .. 

يا معشر الشباب أفيقوا من سباتكم قبل الندم .

التعليقات