قصة زوج مدمن على الأفلام الإباحية

 

كوكايين العصر !

 

من أكثر المشاكل التي يعاني منها الشباب اليوم هي سلطة الإباحية عليهم ، أصبحت الإباحية جزء لا يتجزأ من يوم كثير من الشباب الغافل ، بل أذكر مرة دار نقاش بين بعض طلبة الجامعة وقال أحدهم : والله مستحيل أبدأ يومي بدون مقطع !!

هذا الإدمان قد لا تظهر نتائجه على الشاب وهو في هذا السن ، مع أن هناك أعراض كثيرة يمر بها الشاب تقتل متعة يومه ، ويصبح أسيراً لشهوته ، غير أن التعلق بالإباحية لها تبعات خطيرة على مستوى التركيز ، فقد يخسر الطالب حتى مستقبله لشدة تعلقه بالإباحية ..

دعونا نتحدث في تخصصنا ، عن أثر الإباحية على الأزواج ، وقبل أن ندخل في هذا الموضوع سأخبركم بقصة ، اتصل بي أحد الشباب مرة وقال أول ما قال : أستاذ محمد أنا اتصلت على أربعة مستشارين قبلك وكلهم ما فادوني بشيء - على الرغم من أن بعضهم مشاهير في الساحة الأسرية - ففهمت من كلام هذا الرجل أنه يريد أن يتحدث ويستمع له أحد ، فقلت أبشر بما تريد ، حدثني عن قصتك من البداية وكلي آذان صاغية ، بدأ الرجل حديثه بذكر مظهره الخارجي ومكانته الاجتماعية ، ثم بدأ في سرد معاناته مع الإباحية وكيف أنه يستحقر نفسه ، فهو مقدم أمام الناس ، وذليل أمام نفسه ، هكذا يشعر ، لم أقاطعه استمر في حديثه قرابة ساعتين ونصف - والله وحده يشهد على صدق مقالتي هذه - بكى الرجل كثيراً لما ال إليه حاله مع نفسه ومع زوجته أيضاً .. 

ما ذكره الرجل في هذا الاتصال علق في ذهني ، كيف أن الإباحية تهدم الفطرة التي فطر الله الناس عليها .. وتشوه رؤية الفرد لنفسه ، وتقتل الشعور الطبيعي الذي من المفترض أن يشعر به الزوج مع زوجته ..

حتى لا تكون المقالة عائمة سأحددها بنقاط :

أولاً : تأثير الإباحية على الشخص نفسه :

من أهم الآثار النفسية على مستوى الفرد هي الشعور بالدونية والذلة والمهانة ، كيف أنه إذا كان مع الناس له شخصيته ووجاهته ، وإذا خلا بنفسه دخل في معمعة ما تحت السرة ، تنظر عينه لعورات رجال ونساء هم أقذر الناس ، ينظر إلى ممارسات خليعة حتى يتعود عليها عقله ، فتصبح العلاقة العادية بين الرجل والمرأة لا تثير شهوته ، فيضطر الى مشاهدة شيء غير مألوف حتى يستمتع ويشعر بشعور جديد يداعب فيه الدوبامين عقله فينشط ، حتى اذا اعتاد هذه المشاهد بحث عن شيء أكثر قذارة ليحرك عنده هذا الشعور من جديد ، فيبدأ رحلته الإباحية برؤية رجل وامرأة فقط ثم لا يستفيق من غفلته إلا وهو في الحضيض وأكرم قارئ المقال عن ذكر هذا الحضيض الذي يعيش فيه صناع الإباحية .

 

ثانياً: تأثير الإباحية على الحياة الزوجية :

بعد أن يصل مدمن الاباحية إلى الحضيض تصبح رؤيته للعلاقة الجنسية مع زوجته رؤية مشوهة ، لا تشبعه العلاقة الطبيعية ، بل يحاول أن يفعل بعض الأمور المخالفة للعقل والفطرة حتى يقلد ما شاهده ، بغرض الاستمتاع ، ولو كان هذا الإنسان بكامل قواه العقلية لما تجرأ على محاولة تجريب ما يشاهد في الأفلام الإباحية لأن كل المشاهد هي مشاهد تمثيلية فقط وليست واقعية ..

وهنا تكمن الخطورة ، فإما أن تستجيب الزوجة لهذه المطالب الشاذة أو تحدث المشكلات والخلافات في حياتهم الزوجية ، 

فتقع الزوجة بين نارين ، هل ترضي رغبات زوجها أو ترفض وتتحمل تبعات هذا الرفض ؟!

وأحب أن أستغل هذه الفرصة وأقول للزوجة أولاً : حياتكم الخاصة افعلوا فيها ما تشاؤون فالأصل في هذه المتع هو الإباحة ، ولكن يجب أن يكون لديك خط أحمر لا يتجاوزه الرجل بأي حال من الأحوال ، وهذا الخط هو ما كان يخالف الفطرة وتأنف منه النفس فلا تسمحي لزوجك بأي حال من الأحوال أن يمارسه عليك ، لأنه إذا تجاوز هذا الخط ، فسيصل بك إلى مستنقع الذل الذي وصل إليه إن كان من مدمني الإباحية ..

وجهت كلامي للزوجة لأنه في الاحصائيات العالمية أثبت أن أكثر من 70٪ من مشاهدي الإباحية هم من الرجال .. والأكثر قدرة على التأثير في العلاقة الخاصة بين الزوجين هم الرجال أيضاً ..

لدي كثير من القصص في هذا الجانب ، ومعاناة الازواج مع بعضهم البعض في هذا الباب لا تكاد تحصى ، واسألوا من شئتم من المستشارين ..

وحتى لا أطيل المقال أكثر من اللازم أدعوكم لمشاهدة هذه السلسلة التي تحدث فيها الدكتور عبد الله بن هادي عن أثر الإباحية على العقل ، وتأثيرها كذلك على حياة الزوجين ،، 

https://youtube.com/playlist?list=PLFwKFcc287fCQrkyfR04-VQxH5SzfeIkB

وأوصيكم ونفسي بالاكثار من الدعاء بـ( اللهم اصرف عني السوء والفحشاء واجعلني من عبادك المخلصين ) .

التعليقات