هل يجب عليّ أن أغيّر مشاعر شريك حياتي ؟



هل يجب علي أن أغير مشاعر شريك حياتي ؟

من أكثر المواقف الشائعة بين الزوجين والتي تظهر مع مرور الوقت وطول العشرة وقوة ارتباط الزوجين ببعض موقف تغيّر المشاعر وانخفاض المزاج وحديته ، تتعرض الزوجة لتقلبات مزاج كثيرة في يومها وكذلك ينطبق الأمر على الزوج ، وهذا شيئ طبيعي جداً ، فالإنسان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستيقظ من نومه سعيداً ، ويبقى على هذا الرتم إلى موعد نومه في الليل .

تبدل المزاج وارتفاعه وانخفاضه دليل على بشريتك وانسانيتك ، وليست المشكلة في تبدل المزاج ، بل المشكلة في استجابتنا لهذا التغير ، يدخل الزوج على زوجته فيجدها مكتئبة متعبة تصرخ على الأطفال بدون سبب ، ثم يحاول الزوج اكتشاف سبب هذه التصرفات فلا يجد !

كذلك الزوجة تجد زوجها في أوقات سعيد ومرح وجلسته لا تمل ، ثم في فترة وجيزة ينقلب إلى سلبي يتضايق من أدنى تصرف منها أو من أطفاله .. هكذا بدون سبب حقيقي ..


عندما نتأمل في هذه الحالة الطبيعية نجد أننا أمام مشكلة حقيقية وهي : إذا كان هذا هو الوضع الطبيعي في تغيرات المزاج اليومية ، فماذا سيكون الوضع إن كانت هناك ثمة مشكلة حقيقية بين الزوجين ؟ مشكلة تؤرق أحدهما ، تجعله لا يهنأ بنوم ولا بنزهة ولا بزيارة ولا يهنأ بشيء ، كيف سيكون الحال في هذا الوضع ؟

لذلك لابد علينا حتى ننعم بحياة زوجية سعيدة أن نكتشف هل تغيرات المزاج باستمرار هي نتيجة لضغوطات يومية ؟ أو نتيجة لمشاكل حقيقية ترسبت في نفوس الزوجين ثم ظهرت على السطح على شكل اضطرابات في المزاج ..


وحتى نكتشف هذا الأمر علينا اتباع الخطوات التالية : 

1- تحديد المشكلة : ونقصد بها محاولة إيجاد المشكلة الحقيقية وراء هذه التقلبات المزاجية .

2- وصف المشكلة : بعد تحديد المشكلة نحتاج أن نوصفها وصفاً دقيقاً حتى يسهل علينا حلها ، ولنفترض أن الزوج تظهر عليه تقلبات مزاجية باستمرار ، والزوجة بحثت عن السبب فوجدت أن سبب هذه التقلبات أن الزوج يريد إنجاب طفل والزوجة مترددة في هذا الأمر ، مرة توافق على هذا الطلب ، ومرة ترفض ، هنا استطعنا تحديد المشكلة ووصفها بدقة وهي : رغبة الزوج في الإنجاب ومعارضة الزوجة له .

3- البحث عن حل مناسب للطرفين : هنا نبدأ بالحوار والنقاش الفعال وطرح وجهات النظر ومحاولة إيجاد حل وسط يرضي الطرفين ، فمثلا قد يكون لدى الزوجة تخوف من انجاب طفل والوضع المادي ضعيف نوعا ما ، أو تريد اكمال دراستها ومشروع تخرجها ، فتوضح هي وجهة نظرها ، ويوضح الزوج وجهة نظره ويقترحا حل وسط يرضي الطرفين لينعما بحياة سعيدة .


طيب لو لم يكن هناك ثمة مشكلة حقيقية لهذه التقلبات ، ماذا نفعل ؟

نقول اعتبر تغيرات المزاج هذه من قبيل الضغوطات اليومية ، وتمثل القاعدة النبوية في حل هذه المشكلة وهي : ( أدّ الذي عليك وأسأل الله الذي لك ) فلا تقصر في أداء حقوق زوجتك عليك ولا تقصري في أداء حقوق زوجك عليك ، واسألوا الله أن يؤدي الطرف الآخر الحقوق التي عليه ، ولا تحاول تغيير مشاعر زوجتك دعها تمر بهذه المشاعر حتى تتخلص منها بطبيعتها ، وكذلك الكلام بالنسبة للرجل ، ولا يعني ذلك الإهمال وقت الاحتياج بل لابد أن يكون كل طرف قريب من الآخر ويقدم الدعم والمساندة في الوقت المناسب ، ولمن أراد المزيد حول هذه التقلبات المزاجية للرجل والمرأة فقد شرحنا ذلك بالتفصيل في حلقة: كيف يتكيف الرجل مع الصعوبات ؟ ( كهف الرجل بالتفصيل ) ، وحلقة: كيف تتكيف المرأة مع الصعوبات ؟ ( أعماق البئر بالتفصيل ) في محتوى الفوارق الزوجية ، بإمكانكم الاستمتاع بالمحتوى بزيارتكم لهذا الرابط


وفي ظل هذه التقلبات المزاجية اليومية تذكر دائماً أن : مشاعرك وأحاسيسك أنت السبب فيها وليس الطرف الآخر .

 


التعليقات